fbpx

القائمة الرئيسية

علم النفس الجنائي

علم النفس الجنائي يهتم ببحث العوامل النفسية للجريمة، من خلال تسليط الضوء على الأمراض النفسية والاضطرابات العاطفية والعقد والتخلف النفسي في ارتكاب الجرائم

و من رواد هذا المذهب “سيجموند فروید”  نه خلص في دراساته وأبحاثه أن اللاشعور والاحباط يتسبب في نشوء

وقد أسهم علماء آخرون في تطور المذهب النفسي مثل “الفريد ادلر” و ” كارل يونك”  و”وليم مكدوكل”

وتكمن العوامل النفسية للجريمة حسب علم النفس الجنائي في خمسة علل نفسية هي:

– الاختلالات الغريزية – العواطف المنحرفة؟ – العقد نفسية؛۔ الأمراض النفسية ؛ – التخلف النفسي.

الفقرة الأولى: الإختلالات الغريزية في علم النفس الجنائي

تعتبر الغريزة في علم النفس الجنائي استجابة نفسية فطرية تجعل صاحبها يتفاعل انفعالا خاصا مع مؤثرات معينة يثيرها إدراكه، يدفعه أن يسلك مسلكا خاصا تجاهها، أو يشعره على الأقل بالميل إلى نزعة اتباع مثل ذلك السلوك .

يستخلص من هذا التعريف أن الغريزة تحكمها ثلاثة عناصر أساسية :

المعرفة: تتجلى في إدراك وتمثل طبيعة المؤثرات الحسية التي يشعر بها الفرد؛

الانفعال Emotion : هو الوجدان الذي تثيره تلك المعرفة ؛

النزوع Comotion : وهو ما يتولد عن الانفعال من رغبة في اتباع سلوك معين.

وتنقسم الاختلالات الغريزية المنتجة للسلوك الإجرامي إلى ثلاثة :

1- اختلالات الغريزة الجنسية:

تتمظهر هذه الاختلالات التي تصيب الغريزة الجنسية في جموحها وخمودها وانحرافها.

فالجموح الجنسي Etrotonnania وهو ما يعرف بالشبقية عند الذكور Satyciasis والغلمة عند الإناث Nymphomania. ينشأ عن تضخم الطاقة الانفعالية للغريزة الجنسية.

فالمصاب بالجموع الجنسي تحدوه رغبة شديدة وعارمة مستمرة الإشباع شهوته الجنسية، مما قد يدفع هؤلاء إلى ارتكاب جرائم الاغتصاب وممارسة البغاء وجرائم الفساد.

أما الخمود الجنسي Sexual Abathy فينتج عن خمود الطاقة الانفعالية للغريزة الجنسية، مما يؤدي إلى انعدام أو ضعف الميل الجنسي لدى المصاب أو المصابة بذلك، ويؤدي إلى العزوف عن العملية الجنسية

ويترتب عن الخمود الجنسي فشل بعض الأزواج في حياتهم، وقد یلجأ بعضهم ممن تكون غريزته الجنسية سوية إلى ممارسة الجنس بطريقة غير مشروعة، فيرتكب جرائم فساد من قبيل الخيانة الزوجية، وما قد ينتج عن ذلك من شكوك من الطرف السوي تحوم حول الطرف الآخر، وقد يتطور إلى مناوشات ومشاجرات حادة تترتب عنها جرائم العنف و الإيذاء والقتل.

وبخصوص الانحراف الجنسي Sexual Perusion فهو خروج الميل الطبيعي إلى اتجاهات شاذة خارجة ومخالفة  للطبيعة البشرية

ويتمظهر في صور عديدة منها الجنسية المثلية Homosexuality أي الميل نحو نفس الجنس  والميل الجنسي للأطفال Pedophillia أو السادية حيث لا يشبع المصاب شهوته الجنسية إلا بإيذاء الآخر الذي قد يصل الى حد القتل، والماسوشية Masochism حيث لا يتحقق الإشباع الجنسي  للمريض بها ما لم يقم الشخص الآخر بإهانته أو ضربه.

2 – اختلالات غريزة المقاتلة

غريزة المقاتلة Combatunstinct تهدف حماية الذات حيث ينزع الفرد لمهاجمة كل من يثير في نفسه حالة الغضب باعتراض رغباته  وحاجاته الغريزية

فتضخم طاقة انفعال الغضب، تجعل صاحبها عاجزا عن كبح جماح غضبه، مما قد يترتب عنه صدور سلوك قتالي عنيف ينم عن العدوانية والقسوة في إلحاق الأذى بالآخرين، وسماته الاندفاع القوي وتدمير الأشياء وتوجيه العبارات المشينة للترهيب والتحقير، مما ينتج جرائم الإيذاء و التهديد والسب والقذف والإتلاف والقتل.

3- اختلالات غريزة الاجتماع:

غريزة الاجتماع Social Intinct هي غريزة أساسية في تشكل المجتمعات وتكونها تغذيها المعرفة المسبقة بطبيعة المجتمع وما يقتضيه التعايش فيه من حقوق وواجبات

فغريزة الاجتماع في صورتها السرية، تكون مصدرا أساسيا لدى الفرد الذي تولد فيه التصور بالتعاون والتشارك والمساندة مع مواجهة مشكلات الحياة، والوقاية من الأخطار المحدقة وتهيئ شروط عيش أفضل.

غير أن خمود هذه الغريزة يؤدي إلى العزوف عن التعاون مع الجماعة، ويطغى على صاحبها اللامبالاة وعدم مراعاة قواعد السلوك وقيم التعايش، مما يؤدي به إلى نوع من التمرد يقوده إلى الخروج عن قواعد الضبط والسلوك المعروفة والوقوع في السلوكات المنحرفة التي جرمها القانون.

الفقرة الثانية : العواطف المنحرفة في علم النفس الجنائي

تعتبر العاطفة في علم النفس الجنائي استعدادا نفسيا يكتسبه الإنسان تغذیه مواقف أو أشياء مرتبطة بشخص أو فكرة معينة حيث ينزع صاحبها إلى إتباع نوع من السلوك اتجاه موقف معين

وتنقسم هذه العواطف عادة إلى:

– عواطف جذابة تجذب صاحبها إلى موضوعاتها، كعاطفتي الحب والاحترام ؛

– عواطف منفردة تدفع صاحبها إلى النفور من موضوعاتها، کعاطفتي الكراهية والاحتقار

فاكتساب العواطف قد يكون سلوكا صالحا يؤثر إيجابا على شخصية الفرد ويجعل منه مواطنا محبولا على الخير والعمل الصالح ويشارك في بناء ونماء مجتمعه.

وقد يكتسب الفرد عواطف منحرفة تسلك به مسالك الانحراف وارتكاب الجرائم والسقوط في شراك الشر والرذيلة والفساد.

وقد تحمل العاطفة بوادر الخير والشر في آن واحد، كعاطفة حب المال حيث تدفع صاحبها وتحفزه إلى كسب المال الذي يتم تسخيره في تنمية ثروات مجتمعه وتوفير فرص العمل للآخرين، وقد تغدوا هذه العاطفة ضارة عندما يسيطر هذا الحب الجارف على الفرد ويدفعه إلى اغتصاب أموال الغير بارتكاب جرائم النصب والاختلاس والسرقة وخيانة الأمانة.

الفقرة الثالثة : العقد النفسية في علم النفس الجنائي

تتكون العقد النفسية في علم النفس الجنائي من مجموعة من الذكريات و الخواطر المتنوعة بسمات انفعالية من مؤلمة أو منفرة لا تقبلها الذات الحسية فتكبتها اللاشعور، وبالتالي فهی تشكل جزءا من اللاشعور المكتسب من الاستعدادات النفسية للإنسان.

إن هذه العقد النفسية الدفينة في اللاشعور تدفع صاحبها إلى سلوك الممارسات المنحرفة والشاذة مما يجعلها تنطوي ضمن العوامل النفسية للإجرام

وقد ذهب علماء النفس إلى أن أكثر العقد تأثيرا على السلوك الاجرامي هي عقدة النقص وعقدة أو ذيب وعقدة الأب.

أولا – عقدة النقص inferiority complexe :

تتكون هذه العقدة عند إصابة الإنسان بعاهة تسبب له في خلل في جسمه حيث يفتقر إلى بعض الوظائف الحسية أو الحركية تولد لديه شعورا بالدونية أو القصور نتيجة فقدانه لعضو أساسي في جسمه.

وقد تنتج هذه العقدة كذلك عن المعاملة اللاإنسانية والحاطة من الكرامة المشوبة بالذل والهوان مما يولد شعورا بالقصور الاجتماعي، وينتج أثرا سيئا في نفسية الشخص يدخل ضمن الخواطر المؤلمة أو المنفرة تكبث في باطن اللاشعور

وذهب علماء النفس إلى أن هذا النقص يولد لدى المريض شعورا بهدف تعويضه الذي قد يتجه إلى تعويض سوي وايجابي، إذا توفرت ظروفه الملائمة والمناسبة وقد يتجه إلى تعويض مشوه ومختل يتحول إلى شذوذ وسلوك عدواني من أجل تجاوز النقص الذي يعانيه، مما يؤدي بها ارتكاب جرائم قد تتسم بالخطورة.

ثانيا : عقدة أوذيب Oedipus comlex

تنشأ هذه العقدة عن ميل الطفل إلى عشق أمه ويتولد لديه شعور مملوء بالغيرة والكراهية اتجاه أبيه الذي ينافسه في الاستئثار بها، فإذا استمرت هذه الكراهية للوالد والتعلق بالأم تنشأ في لا شعور الطفل عقدة تعرف بعقدة أوديب أما إذا اجتاز الطفل هذه المرحلة بتغلب حبه لأبيه على كراهيته له فإنه لا يتأثر بهذه العقدة.

ويترتب عن عقدة أوديب أن كراهيته اللاشعورية لأبيه تدفعه إلى اتخاذ سلوك عدواني اتجاه كل من يملك سلطة عليه فيتمرد عليها ويميل إلى عدم الامتثال للقوانين والأنظمة والتعاليم مما يوقعه في ارتكاب جرائم جراء ذلك.

 ثالثا : عقدة الأب father complex

تتولد هذه العقدة عن أسلوب الشدة والقسوة التي ينتهجها الأب اتجاه ابنه، حيث أن استمرار هذا الأسلوب الذي يقوم بامتصاصه الطفل يتحول إلى حالة أو سلوك مختزل في اللاشعور فيقوم الطفل بنهج نفس الفعل القاسي اتجاه غيره حيث يمارس قسوته على الآخرين مما يؤدي إلى الاختلاف معهم وقد يتطور الأمر إلى ارتكاب جرائم قد تتسم بالخطورة.

الفقرة الرابعة : الأمراض النفسية

تناولت الأمراض النفسية في علم النفس الجنائي مجموعة من النظريات أرجعتها لأسباب مختلفة أرجحها نظرية “فرويد” التي فسرت هذه الأمراض بأنها نزعات ورغبات مكبوتة ذات طابع جنسي تظهر بشكل اختلالي جزئي للشخصية مقرون باضطراب نفسي

وعموما قسم “فرويد” الأمراض النفسية إلى قسمين:

الأمراض النفسية المجردة PSYCHONEUROSIS التي أرجع اسبابها إلى عوامل نفسية ماضية مكبوثة في الشخص؛

الأمراض النفسية الفعلية :ACTUAL NEUROSIS تكمن اسبابها في عوامل نفسية واقعية راهنة ذات صلة بالوظيفة الجنسية وما تعانيه من اختلال.

ويرى “فرويد” أن الهستيريا التحويلية CONVERTION HYSTERIA والهيستيريا التسلطية COMPLESION HYSTERIA وهستيريا المعتقدات الوهمية PARANIA HYSTERIA وهي أشكال للأمراض النفسية المجردة لها علاقة بالسلوك الإجرامي.

فالهيستيريا التحويلية تفقد المريض وعيه كاملا عندما تصيبه إحدى النوبات التالية:

– نوبة النوم البسيطة LA THARGY

حيث يعتري المريض غفوة قد تستغرق عدة ثوان أو دقائق أو بضع ساعات قد تتسبب في حادثة سير إذا كان صاحبها يتولى سياقة عربة

– نوبة التجوال النومية SONNAMBULISM

حيث ينهض المريض من نومه ويقطع مسافة قد تكون قصيرة أو طويلة دون أن يدري ثم يعود إلى مكانه لمواصلة نومه، وقد يرتكب أثناء تجواله جرائم لا يتذكر منها شيئا عند استيقاظه ؛

– نوبة ازدواجية الشخصية DOUBLE PERSONALITY

مفادها أن المريض يفقد شخصيته الأصلية ويتقمص شخصية أخرى زائفة، ويقوم بأشياء تخالف شخصيته الواقعية الأصلية

أما الهيستيريا التسلطية فتظهر من خلال دفع المريض إلى القيام بفعل شاذ معين عن طريق قيامه بأعمال يدرك تماما عدم وجود سبب یبرر القيام بها، وإنما تدفعه دوافع قهرية تافهة قد تؤدي به إلى ارتكاب جرائم خطيرة

وتتمظهر أعراض الهيستيريا التسلطية مثلا في :

– غية القتل HOMICIDALMANIA تظهر في شكل سلوك عدواني ومتسلط يدفع المريض إلى القتل دون مبرر لذلك ولا يستطيع کبح هذا النزوع ويعجز عن مقاومته فيندفع مرغما إلى قتل نفس بريئة؛

– غية السرقة KLEPTOMANIA تتمثل في رغبة أكيدة وعارمة تدفع المصاب إلى ارتكاب أفعال السرقة حيث يتلذذ بذلك ويجد راحته عقب ارتکاب سرقة معينة وإن كانت تافهة ليس بهدف السرقة في حد ذاتها بل المتعة يجدها بزوال التوتر الذي يعتريه قبل إقدامه على السرقة ؛

– غية الحرق PYROMONIAحيث يغمر المصاب شعورا جارفا نحو الإحراق بين الفينة والأخرى فيسبب له توثرا نفسيا الذي لا يزول إلا بالإقدام على فعل إضرام النار.

وأخيرا فهستيريا المعتقدات الوهمية التي تتولد في ذهن المريض وتترسخ في تفكيره كاعتقاده بأنه شخص عظيم ومضطهد، وأن زوجته تخونه مثلا، فتغلب هذه المعتقدات على مزاجه إذا كان هذا الأخير يتميز بالشراسة حيث يعمد المريض إلى الإعتداء على من يعتقد أنه يخونه ويضطهده فيرتكب جرائم الإيذاء أو القتل.

الفقرة الخامسة : التخلف النفسي

ينتج التخلف النفسي عن توقف تطور الجانب النزعي من الغريزة في مرحلة الطفولة ، ويبقى ثابتا في حالته الأولية حيث يبقى المريض محتفظا بسلوكه الطفولي العابث.

وصنف الباحثون وعلماء النفس المتخلفين نفسيا بالنظر إلى طبيعة سلوكهم إلى:

۔ نمط عدواني: يتمثل في التمرد على نظم المجتمع واتخاذه أسلوبا عدوانيا في التعامل مع أفراده.

– نمط مراوغ: هو الذي يتم نهجه في شكل أساليب المراوغة والخداع والمماطلة والتسويف والتقاعس، والمراوغ يبحث عن خلق علاقات صداقة دون أن يكون صادقا أو مخلصا فيها.

إن سلوك المتخلف النفسي العدواني يعبر عن حالة نفسية مناقضة التوجه الجماعة من خلال اصطدامه بقواعد المجتمع ونظمه وتمرده عليها وتسلطه على أمن وحريات الأخرين حيث يرتكب جرائم الإيذاء والعنف والسرقة والاغتصاب.

أما المتخلف النفسي المراوغ، فإنه يلجأ إلى أساليب المراوغة والاحتيال في الايقاع بضحاياه عن طريق الخداع والكذب حتى يتحاشی الاصطدام المباشر مع نظم المجتمع ويرتكب هذا النوع جرائم الاحتيال والتزوير والنصب وخيانة الأمانة مثلا

 تذكر أنك حملت هذا المقال من موقع Universitylifestyle.net

لمناقشة المقال فى صفحة الفايسبوك اضغط هنا


موقع يعني بشعبة القانون, محاضرات, ندوات, كتب جامعية, مقالات و كل ما له علاقة بالقانون من منظور أكاديمي

آخر المنشورات
أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف
تصنيفات
منوعات
آخر المنشورات
أحدث المقالات
أحدث التعليقات
Open

error: Content is protected !!